باشرت العتبة العلويّة المقدّسة بتنفيذ مشروع خاص بنشر قطع دلالية وتعريفية حول الأماكن المقدّسة المرتبطة بصحن فاطمة (عليها السلام)، وذلك في إطار جهودها الحثيثة لاستقبال جموع زوار أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام). شمل المشروع مختلف الطرق المؤدية إلى الصحن الشريف وقال مسؤول وحدة الإعلانات مصطفى عبد الزهرة في تصريح للمركز الخبري: "عملنا على إعداد هذا المشروع منذ ما يقارب ثمانية أشهر، إذ تمَّ تحديد ما بين (130 – 140) قطعة دلالية سيتمّ نشرها في الشوارع الرئيسية المحيطة بالعتبة المقدسة، لتكون علامات واضحة ترشد الزائرين وتعرّفهم بالأبواب والمداخل المهمة".   الغاية: انسيابية وصول الزائرين وأضاف: "المشروع يُنفَّذ على مرحلتين، الأولى تتضمّن طباعة بوسترات مؤقتة خلال زيارة الأربعين، فيما ستتحول لاحقًا إلى قطع ثابتة ودائمة، بما يسهل على الزائرين الوصول إلى المواقع الرئيسة داخل الصحن الفاطمي الشريف". تأتي هذه الجهود ضمن سلسلة الاستعدادات الفنية والخدمية التي تبذلها العتبة العلويّة المقدّسة لاستقبال الملايين من زائري أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذكرى أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)، لتوفير أفضل الخدمات الإرشادية والتنظيمية بمختلف اللغات.

نظّم مركز الثقافة الأسرية التابع لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة، بالتعاون مع مؤسسة الشهداء، برنامجًا متكاملاً بعنوان (واحة الثقافة)، لدعم ذوي الشهداء والنساء. وأُقيم البرنامج في قاعة مركز الصديقة الطاهرة (عليها السلام) التابع للعتبة المقدسة بمحافظة كربلاء، بحضور جمع من عوائل الشهداء ونساء المجتمع، ضمن سلسلة مبادرات مركز الثقافة الهادفة إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي، وتعزيز التواصل الإنساني بين المشاركات. واستند البرنامج إلى قيم أهل البيت (عليهم السلام) في ترسيخ الوعي الأسري والتلاحم المجتمعي، وتضمّن عددًا من المحاضرات والأنشطة المتخصصة، أبرزها: محاضرة (جسور المحبة) قدّمتها المرشدة منال داخل، وركّزت على ترسيخ العلاقات الإنسانية ونبذ الخلافات، ومحاضرة (المرونة النفسية) قدّمتها المرشدة نبأ الحيدري، وناقشت فيها طرائق مواجهة الضغوط الحياتية والتعامل مع الأزمات بثبات ووعي، بالإضافة إلى فقرة (فسّر وفكّر) بإدارة المرشدة سندس محمد، هدفت إلى تنمية مهارات التفكير العميق لدى الحاضرات، وفقرة (تأمل وعبِّر) قدّمتها المرشدة فاطمة الإبراهيمي، وشملت تمارين تأملية لرفع مستوى الوعي الذاتي وتعزيز الطمأنينة النفسية، فضلًا عن مسابقات معرفية وترفيهية أدارتها السيدة زهراء نعمة، أضفت أجواء تفاعلية، وأسهمت في تحفيز الذاكرة. وأكدت مديرة مركز الثقافة الأسرية، السيدة سارة الحفار، أنّ البرنامج وفّر مساحة آمنة للدعم النفسي والاجتماعي، وأسهم في تمكين المشاركات من مواجهة التحديات بروح أقوى وأكثر وعيًا، مشددة على أهمية هذه المبادرات في ترسيخ قيم التضامن والعطاء داخل المجتمع. من جانبها، أوضحت مديرة قسم الشؤون الاجتماعية في مؤسسة الشهداء، السيدة أمينة جبار بدن، أنّ البرامج التي ينفذها المركز، تمثّل قيمة حقيقية لعوائل الشهداء، عبر نشر الوعي الأسري وتعزيز القدرات الذاتية لأفراد العائلة، ولا سيّما عوائل الشهداء، الذين باتوا يتعاملون مع التحديات كفرص للتطور، بفضل الدعم المتكامل المقدم لهم. بدورها أشارت مسؤولة قسم الشؤون الاجتماعية والصحية في مديرية شهداء واسط، الدكتورة أسماء منعم كريم الخزعلي، إلى أنّ البرنامج مثّل خطوة مهمة في معالجة الضغوط النفسية التي يعاني منها ذوو الشهداء، وأسهم في توجيههم نحو آليات حياة أكثر توازنًا واستقرارًا. وشهد البرنامج حضورًا واسعًا لمشاركات من محافظات بغداد، وكربلاء، والنجف الأشرف، وبابل، والديوانية، وواسط، في دلالة على حرص المركز على شمولية برامجه المجتمعية. ويحرص مركز الثقافة الأسرية في ختام الفعالية، على التزامه بمواصلة تقديم برامج الدعم النفسي والاجتماعي لذوي الشهداء، بوصفهم جزءًا أصيلًا من النسيج المجتمعي، واستمرارًا لنهج أهل البيت (عليهم السلام) في صون كرامة الأسرة وتعزيز تماسكها.

أشاد المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة العلّامة السيد أحمد الصافي، بجهود قسم التربية والتعليم في العتبة المقدّسة، لا سيّما في المجالات التربويّة والإداريّة. جاء ذلك خلال حضوره فعّاليات موسم القيادة المدرسيّة الأوّل الذي أطلقه قسمُ التربية والتعليم، وإلقائه كلمةً توجيهيّةً لعددٍ من الملاكات الإداريّة لمدارس مجموعة العميد التربويّة. وتحدّث سماحته عن أهمّية الجانب التربويّ والتعليميّ، لكونه يحمل رؤى متعدّدةً، ويُعدّ من أهمّ المرتكزات التي يتابعُها عن كثب، مؤكّدًا أنّ قسم التربية والتعليم يبذل جهودًا كبيرةً في الجانبَينِ الإداريّ والتعليميّ، وهو قادرٌ على توظيف إمكاناته للحدّ من الظواهر السلبيّة وتعزيز اللياقات الأدبيّة أكثر من باقي الأقسام. وأوضح سماحته أنّ الجانب الإداريّ هو من يتحكّم في مفاصل العالم، إذ يجب إتقان فنون إدارته، موجِّهًا حديثه إلى الحضور قائلاً: إن "الكلام موجّهٌ إليكم بشكلٍ مباشر، ونحن نعوّل عليكم كثيرًا، وأطلب منكم أن تُعِينوا القسم، وأن تستثمروا الوقت بشكلٍ فاعل". وختم سماحته حديثَهُ بالقول: "إنّ زيارتي لقسم التربية والتعليم تبعث في نفسي السرور والاطمئنان دائمًا، لما ألمسُهُ من جدّيةٍ في العمل، وصدقٍ في النيّة، وإخلاصٍ في خدمة هذا المشروع التربويّ المبارك".